الأصلاح المطلوب / يوسف شعرواي

في إطار مواكبة مختلف المستجدات والتطورات التي تعرفها الساحة الشطرنجية ،والتي يظهر أنها في الغالب لا تبعث على الاطمئنان، ولا تبشر بمستقبل مشرق لرياضة صنفت منذ زمن بعيد ضمن خانة لعبة الاذكياء.
والواقع أن الشأن الشطرنج المغربي ،أضحى وبكل تأكيد مستنقعا متعفنا و متسخا ،اذ لم يعد هناك اي مسوغ تربوي او ثقافي او حتى رياضي يحثك او يحفزك على الالتفاف والانخرط ضمن صفوفه.و إن كانت هناك دعوات وارادة حقيقية للإصلاح والتغيير ظلت تنادي بذلك بين الفينة والأخرى ، و هو شيء إيجابي و محمود ،لكنها مع الأسف لم تلق آذانا صاغية ،على الرغم من وجود إشكالات حقيقية و جوهرية لابد من الوقوف عندها و معالجتها بالشكل المطلوب بأية حال من الأحوال.
إن هاجس الإصلاح داخل المنظومة الشطرنجية بالمغرب لن يتحقق بمعزل عن الاعتماد على مقاربة شمولية تشاركية متكاملة ،تتوخى من جهة ،اجتثاث كل أشكال الفساد من اساسه و جذوره باعتباره شكلا من أشكال التخلف و التدهور والانحطاط . و تبني برنامج محكم و منسجم من خلال رؤية استراتيجية حديثة من جهة اخرى، تعتمد في آلياتها ووسائلها على الطاقات الشابة المتحمسة والثواقة إلى النجاح، مع تعضيدها باطر مجربة ومتمرسة تملك من الرنانة والمصداقية والحكمة ما يضفي خيرا على هاته الرياضة و يضمن تألقها،و إبداعها.
إن الإصلاح داخل المنظومة الشطرنجية لا يجب أن يقتصر بطبيعة الحال على القمة فحسب ،بل يجب أن يتعداه إلى القاعدة ،بل و قاعدة القاعدة ،فاساس كل تغيير،هم الأندية وقوة هذه الأندية في قوة منخرطيها و أعضائها، بالتالي خلق جامعة قوية و منسجمة،و على العكس من ذلك هشاشة الأندية لن يصنع إلا جامعة هشة و ضعيفة.
ولعل ما يبعث هل الأمل الارتياح و يثلج الصدر ، هو بروز وعي شطرنجي متميز ومتحضر،ظل حريصا كل الحرص على أحداث قطيعة مع الماضي من خلال الدعوة إلى أحداث إصلاح وتغيير جذري وشامل ،و هو تغيير بات يفرض نفسه اليوم أكثر من أي وقت مضى ،باعتباره الحل الوحيد والاوحد نحو تحقيق نهضة شطرنجية شاملة .

يوسف شعراوي

» من حفر حفرة لأخيه وقع يها / يوسف بوقدير
» المجلس الفيدرالي / يوسف بوقدير
» السياسة والشطرنج / يوسف بوقدير
» الإصابة في اعتماد دوري القصيبة/ يوسف الشعراوي
» الحكامة في تدبير المشهد الشطرنجي / يوسف شعراوي