حوار مع الأستاذ الدولي في الشطرنج علي صبار

السبت 27 أغسطس 2016 - 8:44
مع اقتراب مشاركة جديدة للمنتخب المغربي للشطرنج في أولمبياد باكو وكثرة النقاشات والتحليلات للرتبة التي حصل عليها في أولمبياد تروسمو بدا لنا أن نستضيف الدولي المغربي علي صبار المحترف حاليا في الإمارات ليلقي الضوء على حقيقة النتائج المحصل عليها في تروسمو ويبن لنا أسبابها وعواملها لتنوير الرأي العام الشطرنجي ، ووجدنا الفرصة مؤاتية لنأخذ رأيه في أمور شطرنجية ذات صلة .
فيما يلي الحوار مع الأستاذ الدولي علي صبار .
س /كيف تقيم المشاركة المغربية في اولمبياد تروسمو؟
ج / بالنسبة إلي فاللاعبون قدموا أداء لا بأس به في بداية الأولمبياد، لكننا خسرنا الجولات الثلاث الأخيرة لسببين، الأول هو العياء والتعب الشديدان، أما السبب الثاني في نظري فهو خطأ تقني لعميد الفريق، الخطأ طبعا لم يكن متعمدا لكن كان له تأثير كبير على نفسية اللاعبين. وأحيي هنا بالمناسبة الأخ عبد المولى المسيوي الذي كان رئيسا للوفد والذي تنبه إلى أن عميد الفريق عليه ألا يكون ضمن تشكيلة اللاعبين على غرار الكثير من الدول القوية التي يكون عميد فريقها هو مدرب الفريق وليس أحدا من اللاعبين. فاللاعبون عليهم التركيز فقط على اللعب والتحضير لا غير. وقد قال لي السيد المسيوي بأن علينا تجنب هذا الخطأ في المشاركات المقبلة.
س/ما هو هذا الخطأ التقني بالضبط وما تأثيراته على نتائج المنتخب ؟
ج / هذا الخطأ هو أن عميد الفريق نسي أن يقدم تشكيلة الفريق الرباعي في الجولة التاسعة، وحسب قانون الأولمبياد إذا لم تقدم تشكيلة الفريق فهم يعتمدون آخر تشكيلة. فاللاعبون منهم من كان قد حضر للعب بالأبيض فوجد نفسه سيلعب بالأسود ومنهم من لم يحضر على أساس أنه لن يلعب فوجد أنه سيلعب... ومن هذه الجولة بدأ مسلسل الخسارات فخسرنا على التوالي الجولة التاسعة والعاشرة والحادية عشرة. لكن في اعتقادي السبب الرئيسي للترتيب الكارثي هو العياء لأن اللاعبين لم يكونوا مستعدين بدنيا أو نفسيا لخوض هذا التحدي الكبير.
س / ما دور اللجنة التقنية في المشكل الذي حصل ؟ألم يكن عليها التخطيط للأمور مبكرا لتفادي حصول أية إشكالات أم تفتقد للخبرة ؟
ج / الأمر لا علاقة له باللجنة التقنية، فعميد الفريق هو من يمثل المنتخب أمام اللجنة المنظمة. ولا أظن أن اختيار محمد تيسير كعميد للفريق كان خطأ فهو أكثرنا خبرة وأعلمنا باللغة الإنجليزية التي هي لغة التواصل الرسمية.
س/ لكن اللجنة التقنية هي من اختارات التشكيلة وهي من جعلتْ عميد الفريق لاعبا في الوقت نفسه .أليس كذلك ؟
ج / نعم طبعا هذا من جهلها بإمكانية تأثير هذا الموضوع على نتيجة المنتخب، من المعلوم أن اللجنة التقنية والجامعة بصفة عامة تحتوي على هواة وليس على خبراء من ذوي الإختصاص وهذا الأمر يعلمه الخاص والعام.
س / وهل وفرتْ لكم الجامعة ظروفا مناسبة للتألق من نوع معسكرات إعدادية ومقابلات ودية ومدربين متمرسين كما يحصل في منتخب الكرة ؟ أم جرى الامر دون تهييء مسبق ؟
ج/ الأمر جرى وكالعادة دون أي استعداد مسبق، ومثلنا وطننا بالمجان كالعادة دون أن نتقاضى أي أجر رغم أن أغلبنا محترفون. حتى أننا لم نلتق أبدا إلا يوم الرحيل أما تيسير وعنقود فالتقيناهما هناك في طرومسو حين وصلنا!!!
الفريق يجتمع وكالعادة في آخر لحظة دون أي تدريب أو استعداد مسبق، والغريب أن المتتبعين لا يولون أهمية لهذا الأمر، وكأنهم سلموا بكون الرياضي المغربي عليه أن يقوم بمجهود خاص دون التعويل على الجامعة.
س /هل كان بالإمكان أبدع مما كان ؟ وهل الرتبة المحصل عليها في تروسمو تمثل مستوى الشطرنج المغربي فعلا ؟
ج / الرتبة تعكس مستوى التسيير المغربي، أما الطاقات فموجودة ولله الحمد، وبقليل من التشجيع والحكامة بالإمكان أن يكون لدينا أساتذة دوليون كبار. المشكل أن متتبعي الرياضة في الغالب يلقون باللوم على اللاعبين في الوقت الذي يجب الإنتباه والعلم بأن التسيير المحكم هو من يأتي بالأبطال وبالتالي يأتي بالنتائج.
س /ثارت ضجة كبيرة في ذلك الوقت لعدم اختيار الاستاذ الفيدرالي مخلص العدناني في المنتخب رغم كونه اللاعب المصنف رقم واحد حينها . هل يعني ذلك ان اختيار التشكيلة لم يكن عادلا وأنه تحكمه اعتبارات بعيدة ؟
ج /طبعا مكان مخلص في المنتخب لا غبار عليه، ولعل من أسباب التعب الذي تكلمت عنه أن عميد الفريق لم يكن يثق في اللاعب الخامس عادل شكري بل ولم يكن يعرف مستواه مما جعله يلقي بالضغط كاملا على اللاعبين الأربعة الأوائل وهو ما أوصلنا إلى حالة التعب تلك. فوجود خمسة لاعبين أقوياء يتناوبون فيما بينهم أمر ضروري جدا لكي لا يصل الفريق إلى حالة الإرهاق، وضروري من ناحية ثانية لتفادي توقع التشكيلة من طرف الفرق المنافسة.
س / من المنتظر ان يخوض المنتخب المغربي غمار اولمبياد باكو . كيف ترى التشكيلة في غيابك وغياب لاعبين دوليين اخرين واستدعاء أسماء جديدة دار جدل حول أهلية بعضها ؟
ج/ بالنسبة لمعايير اختيار الفريق الوطني فهذا أمر تكلمنا فيه منذ سنوات طويلة وهو لا يخلق فقط جدلا في الأوساط الشطرنجية بل في الكثير من الأحيان يخلق حزازات بين اللاعبين، وأجدد دعوتي إلى الجامعة وخصوصا اللجنة التقنية لتكون شفافة في هذا الموضوع وتضع معايير محددة. أما عن التشكيلة فأرى أنها تشكيلة شابة بمعدل تصنيف ضعيف جدا، لكن يجب في كل الأحوال تشجيعها. فالمشكل ليس في اللاعبين وإنما في المسيرين كما قلت.
س/ هل هناك مبادرة لحل مشكلتك مع الجامعة أم ستبقى الامور على ما هي عليه ويظل الوطن محروما من خدماتك ؟
ج / تعرف يا أخي الكريم؟ من فرط العشوائية وعدم احترام القانون، أنا لا أعلم الآن إذا ما كنت موقوفا أم لا، فالكل يخضع لمزاج رئيس الجامعة. بالنسبة إلي ما يهمني هو أن أرى وطني يسير إلى الأمام بعلي صبار أو بغيره. وطبعا أنا دائما منفتح على كل المبادرات الصادقة.
أجرى الحوار : عبد العالي كويش