التفواج شعار الجامعة / علي صبار

فيما سبق كان اللاعبون المغاربة يتنافسون على الألقاب بشراسة، وكان كل لاعب يغلق عليه بيته ليحضر لمنافسات قوية أهمها بطولة العصبة المؤهلة لبطولة المغرب التي هي البوابة لدخول الفريق الوطني، كان كل شيء واضحا ولكل مجتهد نصيب رغم قلة الامكانيات. أما اليوم فقد أصبح الشطرنجيون يذهبون إلى البطولات من أجل "التفواج" و "القصارة".
منذ عشر سنوات أو أكثر انتهج رئيس الجامعة سياسة تحطيم العصب لينفرد هو بكل شيء، لم يعد هنالك شيء اسمه بطولة العصبة، بل أصبح بإمكانك أن تلعب بطولة المغرب حتى لو كنت قد تعلمت فقط منذ يومين، فقط ادفع واجب المشاركة ومرحبا بك. هذه السياسة جعلت مستوى الشطرنج المغربي وخصوصا بطولات الفئات الصغرى ينزل إلى الحضيض.
"التفواج" و"النشاط" أصبح هو شعار الجامعة، لا بل أصبح البعض يقيس مستوى أداء الجامعة ورئيسها بحسب مستوى "التفواج" الذي حصل عليه، فقد يقول لك مثلا "ولاهيلا فوجنا مزيان فواحد البطولة" فإذا سألته عن نتيجته في تلك البطولة وماذا استفاد منها فهو يعتبر سؤالك خارجا عن السياق، لأن المهم هو الانسان يغير الجو، حتى أن لاعبي المنتخب الوطني يمثلون الوطن دون تلقي أية مستحقات مادية وهم فرحون ويعتقدون هم ورئيس الجامعة بأن "التفويجة" هي أجرهم.
الأسطورة "بوبي فيشر" حينما حضر ليلعب بطولة العالم أمام بوريس سباسكي سنة 1972 منحه المنظمون أجمل غرفة في الفندق، وهي غرفة تطل على البحر والمنظر فيها جميل وخلاب، فقال لهم "أنا لست هنا للتفواج، أعطوني غرفة كلها بياض في بياض حتى أحافظ على تركيزي".