مصير الطغاة متشابه في النهاية / تقي الدين

هتلير لما اقتربت نهايته وعلم أن الجيش الأحمر بدأ يقترب من برلين من أجل حصارها وإسقاط أهم معقل النازية ، جمع جنرالاته وزبانيته المحيطة به فاجتمع معهم آخر اجتماع له ، فأخبرهم بخطة وهمية لدحر الجيش الأحمر وبدعم وهمي قادم وما عليهم الا ان يبقوا صامدين ، ولا احد تجرأ لمناقشته رغم شكوكهم في ذلك ، قراراته الوهمية كان يهدف منها رفع معنوياتهم وإشعال حماسهم ، رغم أنه يعلم علم اليقين أن نهايته اقتربت بفعل شراسة الجيش الأحمر السوفياتي آنذاك ، بعد الاجتماع الذي ارقد فيه جنرالاته في الغر و الأوهام التجأ هتلير إلى مخبئه المحصن مع رفيقته هربا . ولما سقطت برلين وتم دحر الجيش النازي ، اقتحم البريطانيون المخبأ المحصن فوجدوا هتلير مرعوبا و يداه ترتعشان من شدة الخوف ، يخاف أن يقع له ما وقع لصديقه موسيليني الذي قتله الثوار ومثلوا بجثته وعلقوه مع رفيقته من رجله في ساحة عمومية ، لم يقبل هتلير بهذه النهاية المأسوية المقيتة فانتحر مع رفيقته حيث تناول جرعة من السم قاتلة مع رفيقته أمام البريطانيين المقتحمين. هروبا من تسليمه إلى الجيش الأحمر الذي سيكون إنتقامه شديد .

طاغيتنا لم يستفد من التاريخ ولم يأخذ عبرة من مصير الديكتاتوريات ولم يفهم أن لكل شيئ نهاية ولم يستوعب لماذا حدد القانون ولايتين متتاليتين في الرئاسة ، ولم يستسغ أن يتواجد رفقة الشطرنجيين دون أن يكون رئيسا ،
ولم يدرك أن القانون فوق الجميع ، ولم يعي أن الحيل و المقالب و تحريف القانون أو تفسيره حسب هواه وحسب نزواته الشخصية كل هذا له عواقب وخيمة على مصداقية شخصية صاحبها ، ولم يريد أن يعرف أن حبل الكذب قصير سرعان ما تكتشف الحقيقة إلا على الذين طمست مداركهم وأغلقت احاسيسهم وبلدت عقولهم .

ما أجمل أن يدرك الإنسان أن لكل شيئ نهاية !!!
وان دوام الحال من المحال .........................!!!