الحكامة في تدبير المشهد الشطرنجي / يوسف شعراوي

الحكامة في تدبير المشهد الشطرنجي:
تعرف الساحة الشطرنجية في الآونة الأخيرة حراكا وتطورا ملحوظا ومتميزا خصوصا على المستوى الحقوقي والقانوني ،وهو تطور حقوقي يعكس بجلاء الرغبة الجادة و الأكيدة لدى افراد الاسرة الشطرنجية نحو تحقيق اقلاع رياضي متطور في شقه الذهني والفكري،من جهة، ومن جهة أخرى المسارعة والتعجيل بضرورة تبني إصلاحات جوهرية هادفة تنعكس إيجابا ومستوى التباري والمنافسة ببلادنا.
ولعل ما تفرضه الظرفية من ارتفاع وثيرة الطموحات والتطلعات المتحمسة و المشروعة ،ضدا على أي فكر إقصاءي أحادي اوتهميشي ،من شأنه عرقلة عجلة التطور والاصلاح ، يفرض علينا التحلي بروح التأني والرزانة والمثالية، في بتدبير القطاع مع التشبث بقناعة راسخة وإيمان قوي بضرورة تحقيق الأهداف المنشودة والطموحات المرجوة .
أن سؤال الحكامة الإدارية والمالية في تدبير شؤون الجامعة يطرح بحدة ،ويجعلنا نتساءل عن أسباب ضعف و محدودية اللعبة ،والسر وراء تراجعها واخفاقها وعدم تحقيقها للنتائج المرغوبة ، إذ أن الأمر يحتاج إلى معالجة شاملة لمختلف الاختلالات التي تعاني منها من خلال تبني مقاربات منهجية متقدمة تشمل المجالات التالية:
*مقاربة ادارية: تتمثل أساسا في تفعيل مبدأ اللامركزية الإدارية وعدم احتكار الجامعة لمختلف الأنشطة الوطنية والدولية من خلال الاعتماد على مفهوم الجهوية المتقدمة كأسلوب استراتيجي حديث يستجيب و ينسجم وتوجهات البلاد ،مع الغاء الأسلوب التقليدي العتيق والمتهالك المعتمد على ثناءية العصب والاندية ،الذي اثبت فشله الذريع اذ لا ينسجم مع تطلعات الاسلوب اللامركزي في التسيير الإداري.ويجعل الأندية في مناى عن مراكز اتخاذ القرار.
كما يشمل التدبير الاداري الفعال إعمال الاسلوب التشاركي والجماعي في التسيير وعدم احتكار جل القرارات الادارية في يد سلطة واحدة لأجل ناجعة وفعالية المرفق الشطرنجي .
*مقاربة مالية :تتمثل أساسا في ربط المسؤولية بالمحاسبة وكذا ترشيد تدبير مالية الجامعة والرفع من مردوديتها والحيلولة دون التبذير التسيب وضياع المال العام في أفق استثماره وترويجه ، مع العمل على احداث تقسيم متوازن لميزانية الجامعة بين الجهويات التا بعة لها وتخصيص قسط من محنة الوزارة الوصية للأندية لأجل دعمها والنهوض بها سيرا على نهج مثيلاتها من الرياضات الأخرى ذات التوجه المحترف .مع الاعتماد على دفاتر للتحملات بشكل مقبول دون ان يثقل كاهل هاته الاندية.
هذا بالإضافة إلى محاربة كل أشكال الاستزرزاق الانتهازية ،و العمل على تشجيع الفكر الإستثماري بالجامعة والجهويات والأندية.
*مقاربة تقنية :من خلال خلق لجنة تقنية وطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة تحت أشراف أطر تقنية وطنية معروفة، ولاعبين كبار من العيار الثقيل بغية الاعتناء بالفئات الصغرى والعنصر السنوي قصد تشكيل منتخبات وطنية تنافسية قوية تشرف المغرب في المحافل العربية ،القارية والدولية،مع ضرورة التعجيل بخلق بطولة وطنية احترافية متكافئة بين كل جهات المملكة ومحاولة احياء كل الأندية العريقة السابقة و القطع التام مع لغة الإقصاء والتهميش في حق الأبطال الرياضيين وجبر ضررهم الما دي والمعنوي وفتح قنوات التواصل والحوار معهم.
*مقاربة تنظيمية :تنبني أساسا على إيجاد شراكات واتفاقيات مع مؤسسات وقطاعات أخرى حكومية أو غير حكومية ، وتبادل الخبرات والكفاءات ،مع تشجيع الأندية على الانفتاح على محيطها الخارجي من خلال الجهات الداعمة والمهتمة بالشأن الرياضي مع حثها على التواصل الدائم والمستمر مع المؤسسات التعليمية ودور الشباب وفعاليات المجتمع المدني لأجل تعميم شامل للرياضة وتحقيق نهضتها واقلاعها.
يوسف شعرواي

» المقاربة القانونية في فك رموز الازمة الشطرنجية ./يوسف شعراوي
» الإصابة في اعتماد دوري القصيبة/ يوسف الشعراوي
» المجلس الفيدرالي / يوسف بوقدير
» السياسة والشطرنج / يوسف بوقدير
» الأصلاح المطلوب / يوسف شعرواي