الإصابة في اعتماد دوري القصيبة/ يوسف الشعراوي

الإصابة في اعتماد دوري القصيبة.

علاقة بالتطورات الاخيرة والتي اكدت بالواضح والملموس ان وضعية الشطرنج المغربي من الزاوية المؤسساتية في غاية الهشاشة وتفتقر الى رؤى تنموية تطلعية تتناسب والترسانة القانونية الهامة التي بات يعرفها قطاع الرياضة مستمدا قوته ومرجعيته من الخطب الملكية السامية ودستور المملكة . وهو ما راهنت عليه رياضات أخرى ارتأت تغيير جلدتها كليا وبالتالي فكرها ورؤيتها والتي تتاسس من منطلقات احترافية تنموية وحكامتية.
وعلى هذا الاساس واستنادا الى مقتضيات قانون التربية البدنية والذي يعد قانونا متقدما من الناحية الحقوقية والتنموية, وشاملا من الناحية الرياضية ،فان القراءة المتأنية والمتفحصة لبعض نصوصه ،سيما الفصلين 70 و71 منه والمتعلقة بنتظيم التظاهرات والمنافسات الرياضية نستشف رؤية المشرع الواضحة في تحديد نوعية التظاهرات المقصودة والمعنية بالحصول على ترخيص من الجامعة باعتبار ان المادتين المذكورتين تؤكد ضرورة الحصول على لقب رياضي ،وهو ما ينتفي غي هذه الحالة ونحن امام تظاهرة بطابع ودي واهداف رياضية بحثة.
ان تحديد مفهوم اللقب الرياضي ليس من الصعوبة بما كان على اعتبار ان الالقاب الرياضية المعنية ضمن مدلول المواد 70 و71 تتمثل اساسا في لقب بطل المغرب بطل العصبة و بطل الجهة .... بالنسبة للمنافسات الفردية وكاس العرش وبطولة المغرب و بطولة العصبة ... وغيرها من البطولات المعتمدة اساسا من طرف الجامعة. وما دام دوري لقصيبة يمنح فقط جوائز تشجيعية وليس القابا رسمية فانه غير معني بتاتا بقتضيات ومنطوق المواد المذكورة.
وما يؤكد هذا الطرح هو ما تنص عليه المواد 105 و106 من ق .ت. ب في فصل العقوبات اذ تتحدث عن غرامات مالية في حالة تنظيم تظاهرات تمنح لقبا . وبالتالي خلو اية اشارة الى التظاهرات الودية وغير الرسمية.
واذا كنا لا ننكر أهمية الإشراف ومراقبة الجامعة لمثل هذه التظاهرات، وما يمكن ان تقدمه من دعم مادي ومعنوي للاعبين والاندية والجهة المنظمة ،سواء من خلال المساعدة على تعيين الحكام و معاينة ظروف الإيواء منح الإعانات الممكنة ، او فيما يخص تقديم الملاحظات اوتقييم مستوى الدوري ومدى توفره على المعايير والمواصفات المطلوبة لأجل اعتماده في التصنيف الدولي. وهو مازكته المادة 5 من ق الأساسي حينما تحدثت عن عنصري الإشراف التام والمراقبة للمنافسات الودية ، سيما وان مثل هذه التظاهرات تخدم بشكل كبير مصلحة الشطرنج والشطرنجيين ، وتقدم إضافة قوية من الناحية التنظيمية ، في ظل الفراغ القاتم والعزلة المهولة .
ان م 5 من ق . الاساسي اختزلت حق الجامعة في اللقاءات الودية في جانبي الإشراف و المراقبة، ولم تتحدث إطلاقا عن سلطة منح الترخيص ، وبذلك اقتصر تدخل الجامعة على المجالين المذكورين ،وحيث انها غير مؤهلة قانونا للإطلاع بهذه المهمة ، والتي تدخل أساسا في إطار الدعم والتزكية والتاهيل، لتعطل عمل المكتب الجامعي، يبقى دوري لقصيبة صحيحا و شرعيا من الناحية القانونية .
وحيث ان الدوري يشكل في عمقه الديمقراطي إجماعا من غالبية الشطرنجيين على راهنية وحتمية التغيير داخل هياكل الجامعة نحو الإشراف على مستقبل الشطرنج المغربي برؤية تليق بحجم ومستوى الآفاق والتطلعات فانه يعتبر في الان ذاته ضربة موجعة وردا كافيا على محدودية وفشل الجمع العام الاخير من ناحية التمثيلية ومشاركة الأندية.
يوسف الشعراوي

» أزمة الديمقراطية لدى جامعة الشطرنج المغربية.// يوسف الشعراوي
» السياسة والشطرنج / يوسف بوقدير
» الأصلاح المطلوب / يوسف شعرواي
» من حفر حفرة لأخيه وقع يها / يوسف بوقدير
» المنتهية ولايته يلعب أوراقه الأخيرة ويحاول عرقلة تنظيم دوري القصيبة / عبد القادر تقي الدين